حــبـــيـــبـــة

منتدى حــبــيــبــة
يرحب يكم
ويتمنى لكم قضاء اطيب الاوقات
في انتظار مساهماتكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حــبـــيـــبـــة

منتدى حــبــيــبــة
يرحب يكم
ويتمنى لكم قضاء اطيب الاوقات
في انتظار مساهماتكم

حــبـــيـــبـــة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حــبـــيـــبـــة

مــنــتـــدى حـبــيـبـة

المواضيع الأخيرة

» قلوب أرهقها نبضها
سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Emptyالخميس فبراير 27, 2014 12:46 am من طرف admin

» فوائد الليمون الجمالية
سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Emptyالثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:43 pm من طرف sama

» وداعا للهالات السوداء بطرق طبيعيه
سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Emptyالثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:39 pm من طرف sama

» قوانين وشروط القسم العام
سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Emptyالإثنين أكتوبر 21, 2013 3:35 am من طرف sama

» طريقة عمل صوابع السمك
سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Emptyالسبت سبتمبر 07, 2013 7:38 pm من طرف قيثارة البحر

» طريقة عمل الكفته
سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Emptyالسبت سبتمبر 07, 2013 7:30 pm من طرف قيثارة البحر

» قمصان وبنطلونات شبابى جامدة 2013 , ازياء شبابى 2014
سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Emptyالأحد سبتمبر 01, 2013 11:25 pm من طرف sama

» ديكورات ورد 2013 ، اجدد ديكورات ورد 2014
سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Emptyالأحد سبتمبر 01, 2013 11:13 pm من طرف sama

»  اجمل ديكورات اضاءة الشموع 2013 ،2014
سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Emptyالأحد سبتمبر 01, 2013 11:07 pm من طرف sama

التبادل الاعلاني


    سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]

    sama
    sama
    مؤسس الموقع
    مؤسس الموقع


    عدد المساهمات : 110
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 15/02/2011

    سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Empty سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]

    مُساهمة  sama الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 3:09 pm

    سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين

    الحمد لله الذى ماتقرب إليه أحد بأحب مما أفترضه عليه , فألقى فى قلبه حب النوافل فصار إليه حتى أحبه , فالفضل منه وإليه ...

    ومدحه بحبه الذى فاق حب الكافر لما هوى شغاف قلبه وعينيه , والذين آمنوا أشد حباً لله ...

    أعزهم على عدوهم وأذلهم لبعضهم بين يديه , يحبهم ويحبونه أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين ...

    فطوبى لمن وفقه الله تعالى لمحبته والذل والانكسار بين يديه .

    أحمده تعالى وأستعينه وأستغفره وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له , وأ شهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...

    أما بعد ...
    قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتون إلا وأنتم مسلمون ﭰ)آل عمران: ١٠٢
    قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ﭯ) النساء: ١
    ﭧ ﭨ ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداًﮭيصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماًﯞ)الأحزاب: ٧٠ - ٧١

    ثم أما بعد ...

    فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى , وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة فى النار ...

    ثم أما بعد ...

    وهكذا فقد علمنا معنى الاصطلاح (أهل السنة والجماعة) , وسبب التسمية وذيوعها , وكذلك مشروعيتها , وهذا فى الدرس الفائت , وبقى لنا أن نعلم خصائص العقيدة عند هذه الفرقة المباركة...

    خصائص العقيدة عند أهل السنة والجماعة
    امتازت مناهج أهل السنة والجماعة فى مسائل الدين وأصوله وفروعه بخصائص , جعلتها تستولى على ناصية الحق ومعاقد التوفيق .

    ويتجلى هذا بوضوح فى العقيدة , حيث تجمع إلى الاقتباس من مشكاة القرآن والسنة والوقوف عندهما , والتسليم لهما , الاتساق مع العقل والفطرة , والشمولية فى الفهم والتطبيق , مع التوازن والوسطية .

    وفيما يلى تفصيل لهذه الخصائص المباركة فى عقيدة أهل السنة والجماعة ...

    أولاً : التوقيـــف :-

    ويعنى : أن الأمر يكون موقوفاً علماً وعملاً على قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم , فلا يؤخذ من نتاج عقول البشر الضئيلة , إنما تخص بخالص الوحيين ولا تتجاوزهما .

    ومن الأسباب التى حملت أهل السنة والجماعة على الوقوف عند النصوص وعدم تجاوزها , مايلى:-

    أولاً : تواتر النصوص الآمرة باتباع الكتاب والسنة ولزومهما :-

    قال ابن القيم : (روى أبو داود فى مراسيله عن النبى صلى الله عليه وسلم , أنه رأى بيد بعض أصحابه قطعة من التوراة , فقال Sadكفى بقوم ضلالة أن يتبعوا كتاباً غير كتابهم الذى أنزل على نبيهم) . فأنزل الله سبحانه وتعالى تصديقاً لذلك : ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن فى ذلك لرحمة وذكر لقوم مؤمنين ) .

    فهذا حال من أخذ دينه عن كتاب منزل على غير النبى , فكيف بمن أخذه عن عقل فلان وفلان , وقدمه على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟!.

    ثانياً : ثبوت كمال الدين وتمام تبليغ الرسالة :-

    قال تعالى Sadاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً) .

    قال ابن القيم Sad فعرّف –أى النبى صلى الله عليه وسلم- الناس ربهم ومعبودهم غاية مايمكن أن تناله قواهم من المعرفة , وأبدأ وأعاد , واختصر وأطنب فى ذكر أسمائه وصفاته وأفعاله , حتى تجلت معرفته سبحانه وتعالى فى قلوب عباده المؤمنين , وانجابت سحائب الشك والريب عنها , كما ينجاب السحاب عن القمر ليلة إبداره , ولم يدع لأمته حاجة فى هذا التعريف لا إلى من قبله ولا إلى من بعده , بل كفاهم وشفاهم وأغناهم عن كل من تكلم فى هذا الباب , وعرفهم الطريق الموصل لهم إلى ربهم ورضوانه ودار كرامته , ولم يدع حسناً إلا أمرهم به , ولا قبيحاً إلا نهاهم عنه , كما قال : (ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به , ولا عمل يقرب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه) .اهـ

    يقول ابن عبد البر : (ليس فى الاعتقاد كله , فى صفات الله وأسمائه إلا ماجاء منصوصاً فى كتاب الله , أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو أجمعت عليه الأمة , وماجاء فى أخبار الآحاد فى ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه).اهـ

    فبان بذلك قبيح قول من قال بغير الكتاب والسنة , ولم يتوقف عندهما , وقدم عقله وكلام البشر عليهما .

    فقد روى عن ابن عباس حينما تكلم بكلام النبى صلى الله عليه وسلم ورد عليه الصحابة بقول أبى بكر وعمر : ( سبحان الله أقول لكم قال النبى وتقولون قال أبو بكر وعمر! )

    وانظر للسان حال من قال بغير الكتاب والسنة فى أى مسألة , فإنه لايخلونّ حاله من أحد ثلاثة أحوال :

    1- فإما أنه مكذب لله تعالى فى قوله Sadاليوم أكملت لكم دينكم) , فلسان حاله أن الدين ماتم بعدُ .
    2- وإما أنه متهماً للنبى صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ عن ربه كل ماأمره بتبليغه .
    3- وإما أنه يدعى لنفسه أنه على هدى أكمل من هدى النبى صلى الله عليه وسلم , وأن الله آتاه مالم يؤت النبى صلى الله عليه وسلم .

    وكل هذا من أفحش القول , ولا يلزم أن يقوله بفمه ليكفر بذلك , ولكن يكفى فعله الدال على مافى قلبه من الزيغ والضلال (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) .

    ثالثاً : حرمة القول على الله بغير علم :-

    لقد حرم الله تعالى القول بغير علم مطلقاً , وخص القول بلا علم عليه بالنهى , بل وجعله أشد من الكفر به سبحانه جل فى علاه ...
    قال تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ) .

    وقال تعالى : ( قل إنما حرم ربى الفواحش ماظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالاتعلمون ) .

    فانظر لتدرج الآية الأخيرة : فقد تكلم ربنا عن الفواحش ماظهر منها ومابطن , ثم فصل فى الأثم والبغى , والبغى هو الظلم وغالباً مايتعلق بالغير , قال تعالى: ( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ) وهذا أكبر من الإثم لتعلقه بحق العباد , ثم ذكر سبحانه الشرك وهو أكبر منهما , ثم ذكر القول عليه بغير علم , وهو عند الله أكبر من الشرك به- فتكون بمثابة أن البدعة أكبر من كبيرة الذنوب -وكلاهما شر وذنب كبير لايغفره الله سبحانه وتعالى .

    مظاهر التوقيف عند أهل السنة والجماعة :-

    والتوقيف عند النصوص ودلالتها كانت له آثار ومظاهر فى منهج أهل السنة والجماعة , وفى تقرير مسائل الاعتقاد وقطع النزاع حولها , ومن ذلك :-

    1) الرد إلى الوحى عند النزاع , قال تعالىSadفإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله ورسوله) , قال مجاهد: (كتاب الله وسنة نبيه , ولا تردوا إلى أولى الأمر شيئاً) .

    والآية من مبدئها , قال تعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) , فأثبت سبحانه وبحمده طاعة له مفردة , وطاعة لرسوله مفردة , ولم يثبتها مفردة لأولى الأمر ؛ وما ذاك إلا ليدلل على أن طاعتهم موقوفة على طاعة الله ورسوله , كما قال أبو بكر رضى الله عنه : أطيعونى ما أطعت الله فيكم ...
    وبعدها حينما دل على ما يُفعل لرد التنازع ذكر الله ورسوله فقط , فقال تعالى: (فإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله والرسول ...)
    وعلى هذا يتم تخريج وفهم كل النصوص التى تأمر باتباع أمر أولى الأمر من العلماء والربانيين , كما قال تعالى : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ).

    فلا طاعة ولا اتباع لهم ,إلا إذا قالوا بكلام الله أو كلام رسوله , وكان فهمهم صحيحاً لما جاؤا به , وبكون هذا هو القيد المفضى لاتباعهم , فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .

    2) حبس اللسان عن الكلام فى العقيدة إلا بدليل هاد من الكتاب أو السنة , واعتماد مصطلحات الكتاب والسنة عند تقرير مسائل الاعتقاد وأصول الدين , والتعبير بها عن معانى الشرع وفق لغة القرآن وبيان الرسول , قال تعالى : ( يأيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ) , قال ابن عباس : ( أى لاتقولوا خلاف الكتاب والسنة ) .

    3) التسليم لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم , فالله لايُسئل عما يفعل , والرسول لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى .

    4) سد باب الابتداع والإحداث فى الدين , ورد جميع ماخالف سنة النبى صلى الله عليه وسلم . عن ابن مسعود رضى الله عنه : ( إنا نقتدى ولا نبتدى , ونتبع ولا نبتدع , ولن نضل ماتمسكنا بالأثر ) .

    5) وأخيراً فإن هذه التوقيفية والربانية لها أثر عظيم فى عصمة أهل السنة والجماعة فى الإجمال لا العموم , وعصمة المنهج على التفصيل لا الإجمال من الخطأ والزلل والانحراف والاضطراب فى فهم العقيدة , وترك التخليط فى مصادر التلقى والمرجعية , وهذه العصمة مستمدة من صاحب المنهج ألا وهو الله سبحانه وتعالى الذى أوحى به لنبيه ورسوله المعصوم صلى الله عليه وسلم ليبلغه لنا .

    فاللهم ارزقنا الثبات على دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم حتى نلقاك , ومتعنا اللهم بالنظر لوجهك الكريم فى غير ضراء , واحسن ختامنا ولا تتوفنا إلا وأنت راض عنا ... آمين

    جزاكم الله خيراً على متابعتكم ومشاركتكم ...
    sama
    sama
    مؤسس الموقع
    مؤسس الموقع


    عدد المساهمات : 110
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 15/02/2011

    سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]  Empty رد: سلسلة العقيدة...الدرس الثالث[متجدد]

    مُساهمة  sama الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 3:14 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين

    الحمد لله الذى ماتقرب إليه أحد بأحب مما أفترضه عليه , فألقى فى قلبه حب النوافل فصار إليه حتى أحبه , فالفضل منه وإليه ...

    ومدحه بحبه الذى فاق حب الكافر لما هوى شغاف قلبه وعينيه , والذين آمنوا أشد حباً لله ...

    أعزهم على عدوهم وأذلهم لبعضهم بين يديه , يحبهم ويحبونه أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين ...

    فطوبى لمن وفقه الله تعالى لمحبته والذل والانكسار بين يديه .

    أحمده تعالى وأستعينه وأستغفره وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له , وأ شهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...

    أما بعد ...
    قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتون إلا وأنتم مسلمون ﭰ)آل عمران: ١٠٢
    قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ﭯ) النساء: ١
    ﭧ ﭨ ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداًﮭيصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماًﯞ)الأحزاب: ٧٠ - ٧١

    ثم أما بعد ...

    فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى , وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة فى النار ...

    ثم أما بعد ...

    وهكذا فقد علمنا معنى الاصطلاح (أهل السنة والجماعة) , وسبب التسمية وذيوعها , وكذلك مشروعيتها , وهذا فى الدرس الفائت , وبقى لنا أن نعلم خصائص العقيدة عند هذه الفرقة المباركة...

    خصائص العقيدة عند أهل السنة والجماعة
    امتازت مناهج أهل السنة والجماعة فى مسائل الدين وأصوله وفروعه بخصائص , جعلتها تستولى على ناصية الحق ومعاقد التوفيق .

    ويتجلى هذا بوضوح فى العقيدة , حيث تجمع إلى الاقتباس من مشكاة القرآن والسنة والوقوف عندهما , والتسليم لهما , الاتساق مع العقل والفطرة , والشمولية فى الفهم والتطبيق , مع التوازن والوسطية .

    وفيما يلى تفصيل لهذه الخصائص المباركة فى عقيدة أهل السنة والجماعة ...

    أولاً : التوقيـــف :-

    ويعنى : أن الأمر يكون موقوفاً علماً وعملاً على قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم , فلا يؤخذ من نتاج عقول البشر الضئيلة , إنما تخص بخالص الوحيين ولا تتجاوزهما .

    ومن الأسباب التى حملت أهل السنة والجماعة على الوقوف عند النصوص وعدم تجاوزها , مايلى:-

    أولاً : تواتر النصوص الآمرة باتباع الكتاب والسنة ولزومهما :-

    قال ابن القيم : (روى أبو داود فى مراسيله عن النبى صلى الله عليه وسلم , أنه رأى بيد بعض أصحابه قطعة من التوراة , فقال Sadكفى بقوم ضلالة أن يتبعوا كتاباً غير كتابهم الذى أنزل على نبيهم) . فأنزل الله سبحانه وتعالى تصديقاً لذلك : ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن فى ذلك لرحمة وذكر لقوم مؤمنين ) .

    فهذا حال من أخذ دينه عن كتاب منزل على غير النبى , فكيف بمن أخذه عن عقل فلان وفلان , وقدمه على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟!.

    ثانياً : ثبوت كمال الدين وتمام تبليغ الرسالة :-

    قال تعالى Sadاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً) .

    قال ابن القيم Sad فعرّف –أى النبى صلى الله عليه وسلم- الناس ربهم ومعبودهم غاية مايمكن أن تناله قواهم من المعرفة , وأبدأ وأعاد , واختصر وأطنب فى ذكر أسمائه وصفاته وأفعاله , حتى تجلت معرفته سبحانه وتعالى فى قلوب عباده المؤمنين , وانجابت سحائب الشك والريب عنها , كما ينجاب السحاب عن القمر ليلة إبداره , ولم يدع لأمته حاجة فى هذا التعريف لا إلى من قبله ولا إلى من بعده , بل كفاهم وشفاهم وأغناهم عن كل من تكلم فى هذا الباب , وعرفهم الطريق الموصل لهم إلى ربهم ورضوانه ودار كرامته , ولم يدع حسناً إلا أمرهم به , ولا قبيحاً إلا نهاهم عنه , كما قال : (ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به , ولا عمل يقرب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه) .اهـ

    يقول ابن عبد البر : (ليس فى الاعتقاد كله , فى صفات الله وأسمائه إلا ماجاء منصوصاً فى كتاب الله , أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو أجمعت عليه الأمة , وماجاء فى أخبار الآحاد فى ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه).اهـ

    فبان بذلك قبيح قول من قال بغير الكتاب والسنة , ولم يتوقف عندهما , وقدم عقله وكلام البشر عليهما .

    فقد روى عن ابن عباس حينما تكلم بكلام النبى صلى الله عليه وسلم ورد عليه الصحابة بقول أبى بكر وعمر : ( سبحان الله أقول لكم قال النبى وتقولون قال أبو بكر وعمر! )

    وانظر للسان حال من قال بغير الكتاب والسنة فى أى مسألة , فإنه لايخلونّ حاله من أحد ثلاثة أحوال :

    1- فإما أنه مكذب لله تعالى فى قوله Sadاليوم أكملت لكم دينكم) , فلسان حاله أن الدين ماتم بعدُ .
    2- وإما أنه متهماً للنبى صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ عن ربه كل ماأمره بتبليغه .
    3- وإما أنه يدعى لنفسه أنه على هدى أكمل من هدى النبى صلى الله عليه وسلم , وأن الله آتاه مالم يؤت النبى صلى الله عليه وسلم .

    وكل هذا من أفحش القول , ولا يلزم أن يقوله بفمه ليكفر بذلك , ولكن يكفى فعله الدال على مافى قلبه من الزيغ والضلال (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) .

    ثالثاً : حرمة القول على الله بغير علم :-

    لقد حرم الله تعالى القول بغير علم مطلقاً , وخص القول بلا علم عليه بالنهى , بل وجعله أشد من الكفر به سبحانه جل فى علاه ...
    قال تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ) .

    وقال تعالى : ( قل إنما حرم ربى الفواحش ماظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالاتعلمون ) .

    فانظر لتدرج الآية الأخيرة : فقد تكلم ربنا عن الفواحش ماظهر منها ومابطن , ثم فصل فى الأثم والبغى , والبغى هو الظلم وغالباً مايتعلق بالغير , قال تعالى: ( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ) وهذا أكبر من الإثم لتعلقه بحق العباد , ثم ذكر سبحانه الشرك وهو أكبر منهما , ثم ذكر القول عليه بغير علم , وهو عند الله أكبر من الشرك به- فتكون بمثابة أن البدعة أكبر من كبيرة الذنوب -وكلاهما شر وذنب كبير لايغفره الله سبحانه وتعالى .

    مظاهر التوقيف عند أهل السنة والجماعة :-

    والتوقيف عند النصوص ودلالتها كانت له آثار ومظاهر فى منهج أهل السنة والجماعة , وفى تقرير مسائل الاعتقاد وقطع النزاع حولها , ومن ذلك :-

    1) الرد إلى الوحى عند النزاع , قال تعالىSadفإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله ورسوله) , قال مجاهد: (كتاب الله وسنة نبيه , ولا تردوا إلى أولى الأمر شيئاً) .

    والآية من مبدئها , قال تعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) , فأثبت سبحانه وبحمده طاعة له مفردة , وطاعة لرسوله مفردة , ولم يثبتها مفردة لأولى الأمر ؛ وما ذاك إلا ليدلل على أن طاعتهم موقوفة على طاعة الله ورسوله , كما قال أبو بكر رضى الله عنه : أطيعونى ما أطعت الله فيكم ...
    وبعدها حينما دل على ما يُفعل لرد التنازع ذكر الله ورسوله فقط , فقال تعالى: (فإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله والرسول ...)
    وعلى هذا يتم تخريج وفهم كل النصوص التى تأمر باتباع أمر أولى الأمر من العلماء والربانيين , كما قال تعالى : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ).

    فلا طاعة ولا اتباع لهم ,إلا إذا قالوا بكلام الله أو كلام رسوله , وكان فهمهم صحيحاً لما جاؤا به , وبكون هذا هو القيد المفضى لاتباعهم , فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .

    2) حبس اللسان عن الكلام فى العقيدة إلا بدليل هاد من الكتاب أو السنة , واعتماد مصطلحات الكتاب والسنة عند تقرير مسائل الاعتقاد وأصول الدين , والتعبير بها عن معانى الشرع وفق لغة القرآن وبيان الرسول , قال تعالى : ( يأيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ) , قال ابن عباس : ( أى لاتقولوا خلاف الكتاب والسنة ) .

    3) التسليم لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم , فالله لايُسئل عما يفعل , والرسول لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى .

    4) سد باب الابتداع والإحداث فى الدين , ورد جميع ماخالف سنة النبى صلى الله عليه وسلم . عن ابن مسعود رضى الله عنه : ( إنا نقتدى ولا نبتدى , ونتبع ولا نبتدع , ولن نضل ماتمسكنا بالأثر ) .

    5) وأخيراً فإن هذه التوقيفية والربانية لها أثر عظيم فى عصمة أهل السنة والجماعة فى الإجمال لا العموم , وعصمة المنهج على التفصيل لا الإجمال من الخطأ والزلل والانحراف والاضطراب فى فهم العقيدة , وترك التخليط فى مصادر التلقى والمرجعية , وهذه العصمة مستمدة من صاحب المنهج ألا وهو الله سبحانه وتعالى الذى أوحى به لنبيه ورسوله المعصوم صلى الله عليه وسلم ليبلغه لنا .

    فاللهم ارزقنا الثبات على دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم حتى نلقاك , ومتعنا اللهم بالنظر لوجهك الكريم فى غير ضراء , واحسن ختامنا ولا تتوفنا إلا وأنت راض عنا ... آمين

    جزاكم الله خيراً على متابعتكم ومشاركتكم ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 3:01 pm